/ الفَائِدَةُ : (166) /
29/08/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / أَحد تفاسير بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»/ إِنَّ أَحد تفاسير بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ المُتقدِّم : « أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء » (1) أَنَّ رأس هرم طبقات حقيقته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) الصَّاعدة لَـمَّا كانت مُجرَّدة تجرُّداً تامّاً كانت جميع العوالم وكافَّة المخلوقات ـ ما عدا رأس هرم طبقات حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ـ بالنِّسْبَة إِلى تلك الطبقة نِسْبَة واحدة. نظيره : ـ ما مرَّ من مثال ـ نقطة مركز الدائرة الهندسيَّة بالنِّسْبَة إِلى نقاط محيطها ؛ فإِنَّها واحدة لا تتفاوت ولا تتبعَّض . فمخلوقات : (عَالَم السَّرمد والأَزل) و (الذَّرَّة) بالنِّسبة إِليه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بلحاظ تلك الطبقة شيء واحد ، وهيمنته (عَلَيْه السَّلاَم) عليها واحدة من دون تبعُّض وتفاوت . ويضاف إِليه : ما تقدَّم من أَنَّ جملة العوالم وكافَّة المخلوقات على حدٍّ سوآء بالنِّسْبَة إِلى الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، لا تتبعَّض ولا تتفاوت ، وهي كنقطة واحدة إِلى الذات المُقدَّسة . هذا هو شأن الذات المُقدَّسة . وتقدَّم أَيضاً : أَنَّ كُلَّ ما تَّتصف به الذات المُقدَّسة من صفات وأَسماء وكمالات وشؤون إِلَّا الأُلوهيَّة تنعكس من الذات الإِلٰهيَّة وتظهر وتتجلَّىٰ في طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، وتتَّصف بها حكايةً ووجوداً ظلِّيّاً ومن الغير . ومن تلك الصفات والأَسماء والكمالات والشؤون الإِلٰهيَّة : استواء جملة العوالم وطُرّ المخلوقات من الذَّرَّة إِلى أَعلىٰ وأَرفع مخلوق إِلى الذات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ، وتكون جميعها إِليه (جلَّ شأنه) كـ : نقطة واحدة ؛ لا تتبعَّض ولا تتفاوت . هكذا حال طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّاعدة بلحاظ كافَّة العوالم وسائر المخلوقات غير المتناهية ـ عدا رأس هرم طبقات حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ـ مستوية ومهيمنة عليها ، وداخلة فيها دخول اللَّطِيف في الأَغلظ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارجة عنها خروج اللَّطِيف من الأَغلظ لا بالمباينة والمزايلة ، وتكون جميعها إِليه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بلحاظ تلك الطبقة كـ : نقطة واحدة ؛ لا تتبعَّض ولا تتفاوت من مثقال الذَّرَّة إِلى أَرفع مخلوق يتلو تلك الطبقة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24 .